اللقاء العلمي الرابع لطلبة الدراسات العليا بعنوان (الرسائل الجامعية: الواقع والطموح)

(الرسائل الجامعية: الواقع والطموح)

   أقام قسم اللغة العربية وآدابها، ممثلا بمسار البحث في الدراسات النحوية، لقاءه العلمي الرابع لطلاب وطالبات الدراسات العليا، بعنوان: (الرسائل الجامعية: الواقع والطموح)، وذلك يوم الاثنين (6 صفر 1440).

   كان ضيفَ هذا اللقاء، والمتحدثَ فيه، الأستاذُ الدكتور، سليمانُ بن إبراهيم العايد، أستاذ في قسم الدراسات العليا العربية بجامعة أم القرى، وأحد فرسان البحث العلمي  العملاق.

   وكان إدارة اللقاء، بيد الأستاذ الدكتور، مساعد الغفيلي، أستاذ النحو والصرف في القسم، الذي قدّم موضوع اللقاء بكلمة وجيزة، عرّف فيها ضيف اللقاء، وذكر له سيرة مختصرة، عن مسيرته العلمية والوظيفية، مع ذكر جملة من أعماله العلمية في مجال اللغة والأدب والنحو والصرف، تأليفا وتحقيقا.

   وقد دار حديث الأستاذ حول ثمانية محاور رئيسة:

المحور الأوّل: (مقدمات)

   تحدث الأستاذ في هذا المحور عن جملة من المقدمات، تمهيدا لموضوع اللقاء، وكان الهدف من هذه المقدمات الحرص على سلامة النتائج؛ لأن المقدمة إذا كانت صحيحة أدت إلى نتائج صحيحة؛ وإذا كانت المقدمة خاطئة كانت النتيجة خاطئة، فإذا اتفقنا على المقدمات، توصلنا إلى نتائج مماثلة، ومن هذه المقدمات التي يجب أن يؤمن بها كل باحث؛ أن ما عندنا لا يلزم أن يكون صحيحا، وقد يكون صحيحا لكن ليس بالضرورة أن يكون الأفضل، ومنها التخلص من البرمجة، التي تقتل الإبداع، وتبيد المواهب.

   أمّا المحور الثاني، فكان حديثا عن مفاهيم ضرورية، كالعلم والبحث العلمي والتعليم، مشيرا إلى الفروق الجوهرية بين هذه المفاهيم، مذكرا إلى أن العلم يختلف عن البحث؛ لأن هذا الأخير، يجري في بيئة الشك، في حين يجري العلم في بيئة الجهل، وإذا كان العلم من أجل رفع الجهل عن الإنسان، فإن البحث العلمي إنما من أجل رفع الشك عن الباحث, وأيضا فإن التعليم عبارة عن تحصيل معرفة مقررة، وأما البحث العلمي، فهو لصناعة المعرفة وإنمائها.

   أمّا المحور الثالث، فقد تحدث فيه الأستاذ عن مصطلحات ومفاهيم؛ لأن تحديد المفاهيم تحديدا دقيقا، وعدم الخلط بين المصطلحات، هو السبيل الوحيدة، التي تحمي الباحث من الجور في الحكم، ومن الخطأ في التصور، ومن هذه المفاهيم الضرورية التي يجب ألا نخلط بينها، التصنيف والبحث العلمي، فالبحث العلمي له خصائصها الخاصة تميزها عن التصنيف، فلكلٍّ منهما لغة ليس للآخر, وهدف ليس للآخر.

وقد تناول المحورُ الرابع الرسائلَ الجامعية، وظواهر سلبية فيها، سواء كان من النواحي الشكلية؛ كالاهتمام بالكم بدل النوع، وبالحجم بدل الجودة، وكتوثيق ما لا يحتاج إلى توثيق، واختيار موضوعات ذات أفق واسع، وكذلك هيمنة توجهات الأساتذة على الطلبة، وغيرها من السلبيات الطاغية على معظم الرسائل الجامعية، أو كان من ناحية المحتوى والمضمون، ككثرة التكرار، والنظرة الجزئية.

   أما المحور الخامس، فقد تحدث فيه الأستاذ عن المحاذير التي يجب على الباحث توقّيها عند تسجيل الموضوع، كسعة الموضوع؛ لأن الموضوع كلما كانت دائرته أصغر، كانت محتواه أدق وأعمق، وكتعميم الأحكام، والاستطراد بدون داع.

   وأما المحور السادس، فقد كان حديثا عن الصعوبات التي تواجه الباحثين، ليكون المحور السابع عن مهارات الباحث الضرورية، كالقدرة على التحليل والاستدلال، وتوجيه الأدلة، والشجاعة على النقد، وأن يكون الباحث قادرا على التعبير عن أفكاره والبوح عما يجول في خلَده.

   وفي المحور الثامن الأخير، فُتح باب الحوار حول الدراسات العليا والرسائل الجامعية، فشارك عدد من طلاب وطالبات الدراسات العليا في الحوار مع الأستاذ المتحدث، معلّقين حينا، وسائلين حينا آخر.

انتهى...

26/10/2018
16:18 PM