اللقاء العلمي الثاني بعنوان (التدريس والبحث العلمي في الدراسات العليا)
(التدريس والبحث العلمي في الدراسات العليا)
أقام قسم اللغة العربية وآدابها، ممثلا بمسار البحث في الدراسات النحوية، لقاءه العلمي الثاني، بعنوان: (التدريس والبحث العلمي في الدراسات العليا)، وذلك يوم الثلاثاء (7، صفر ، 1440).
ابتدأ هذا اللقاءَ العلمي بكلمة افتتاحية موجزة، عن تعريف الموضوع، فمحاورِه وفقراتِه الرئيسةِ، ألقاها الأستاذُ الدكتور، عليٌّ السعود، مدير الجلسة، وأستاذ النحو والصرف بالقسم.
رائد هذا اللقاء العلمي، والمتحدث فيه، هو الأستاذُ الدكتور، سليمان بن إبراهيم العايد، أستاذ في قسم الدراسات العليا العربية بكلية اللغة العربية بجامعة أم القرى، أحد رواد البحث اللغوي، وصاحب نظريات في البحث العلمي.
بدأ الأستاذ موضوعه بالحديث عن مهمة الدراسات العليا، ومقاصدها، مشيرا إلى أن مرحلة الدراسات العليا تختلف عن جميع المراحل التي سبقتها؛ لأن الهدف من الدراسات العليا هو صناعة المعرفة وإنمائها، فمهمة الدراسات العليا، بناءُ شخصية قادرة على بناء المعرفة، وليس أن نزوّد الطالب بالمعلومات والمعارف، أما المراحل السابقة، فالهدف منها هو تحصيل المعرفة واكتسابها، منبها إلى أن الدراسات العليا تختص بنوع خاص من التدريس، وهو أن يكون الطالب عنصرا مهما في عملية التدريس؛ فهو منتج وليس مستهلكا، هو المسؤول الأول عن البحث عن المعلومة وليس الأستاذ، علينا أن نعلمه كيف يصيد سمكة، ولا نعطيه إياها.
بعد ذلك، تحدث سعادته عن الدوائر الثلاثة، التي تتعاقب عليها المراحل التعليمية، وهي مرحلة التعليم ثم مرحلة التعلم وبعدها مرحلة البحث، مبيّنا الفروق الجوهرية بين هذه المراحل الثلاث في طريقة التدريس.
وفي سياق آخر، أشار الأستاذ إلى واقع التدريس في الدراسات العليا، الذي يندى له جبين كل غيور على مستقبل أمته، حيث غدت قاعات الدراسات العليا مكانا للتلقين وتقرير البدهيات، بدل التركيز على الممكنات والتنظير والفروض، منوّها بما بين المعلم والباحث الفيلسوف من فروق، فالأول يصلح للتعليم العام، والباحث الفيلسوف هو الذي يصلح ليكون أستاذا للدراسات العليا؛ وذلك لتوافر صفات أستاذ الدراسات العليا فيه، وهي القدرة على الجدل، والانضباط، وصاحب رؤية علمية متميزة.
وأخيرا، ذكر سعادته نواتج التعلم المتوقعة في الدراسات العليا، بأن يكون الطالب محيطا بدقائق تخصصه، مدركا بقضاياه الكبرى، متابعا لكل ما يتجدد فيه من نظريات، عالما بأساليب البحث الحديثة، مهتما بكل تطوّر يطرح نفسه في تخصصه.
وفي ختام اللقاء، تلقّى الضيف المتحدث، تعليقات السادة الأساتذة، وأجاب عن تساؤلاتهم حول التدريس والبحث في الدراسات العليا.
انتهى...