اللقاء العلميّ الخامس للدارسين والدارسات في برامج الدّراسات العليا (تداخل الأنواع في النّقد الأدبيّ)
أقام قسم اللغة العربية وآدابها، ممثلا بمسار البحث في الدراسات النقدية والأدبية، لقاءه العلمي الخامس للدارسين والدارسات في برامج الدراسات العليا، بعنوان: (تداخل الأنواع في النقد الأدبيّ)، وذلك يوم الاثنين 20/ 2/ 1440هــ.
قدّم اللقاءَ الدكتورُ عبدُ الله الفوزان، بإدارة الدكتورِ، خالدٍ السّعرانيِّ، الذي فتح الجلسة بمقدّمة مختصرة، رحّب فيها بالحاضرين، ثمّ عرّف الموضوع، وبيّن محاوره.
بدأ سعادة الدكتور حديثه بتعريف مفهوم "النوع الأدبيّ"، وهو المصطلح المفضّل عند بعض النقاد، أو "الجنس الأدبيّ" كما يراه آخرون، وهذا الاختلاف، نتج عن اختلاف النقاد الأوروبيّين في تسمية هذا النوع من الإنتاج الأدبي، حيث أطلقوا عليه عدة تسميات : Genre,type,kind..)).
أشار الدكتور كذلك إلى أن مصطلح النوع الأدبي أو الجنس الأدبيّ، هو تعبير أُطلق على مجموعة من الأعمال الأدبية، سواء كان شعرا أو نثرا، كالملحمة والمسرح، أو القصة والرواية..
أمّا المحور الثاني، فقد كان حديثا عن قضية تداخل النوع الأدبي وصفائه؛ مشيرا إلى اختلاف النقاد في ذلك؛ حيث يرى بعضهم أن هذه الأنواع الأدبية، ما هي إلا شيءٌ واحدٌ، فقد زال الحاجز، وغابتْ الفواصل، التي كانت تمنع الأنواع الأدبية من التداخل، ويرى آخرون أنّ هذا التداخل في بعض الخصائص، لا يعني عدم وجود ما يميّز كل نوع عن آخر، وقديما تنبّه عبد القادر الجرجانيّ إلى وجود فروق مميِّزة بين هذه الأنواع.
عقب ذلك، قدّم سعادته نوذجا لسردية الشعر من جهة، وشعرية السرد من جهة أخرى، كتطبيق عملي، للبرهنة على التداخل، بين الأجناس الشعرية والأنواع النثرية، مبيّنا أن الكثير من الشعر الحديث نهج منهج النثر في لغته وأسلوبه، وتخلى عن خصائص الشعر القديم، وظهر شعر التفعيلة والشعر الحرّ..
وفي المحور الأخير، تحدّث سعادة الدكتور عن نموذج آخر للسرد البلاغي في القرآن الكريم، الذي قصر عن مجاراته البلغاء، وعجز عن محاكاته الفصحاء.. وضرب له أمثلة كثيرة ومتنوعة من آيات الذكر الحكيم، سواء في بناء الجمل في سياق الآيات، أم في تركيب الكلمات في نسق الجمل، أم في تأليف الحروف داخل الكلمات.. وغير ذلك من ضروب الإعجاز البلاغي، كالزيادة والنقصان، والإيجاز والإطناب، وكالحذف والذكر، منبّها إلى أنّ كل ذلك لا يأتي إلا لمعنى مقصود، مراعاة للمقام وحال المخاطبين.
انتهى..