اللقاء العلميّ الثّالث للقسم بعنوان (التعريب بين القدامى والمُحْدَثين)

     أقام قسم اللغة العربية وآدابها، ممثلا بمسار البحث في الدراسات اللغوية، لقاءه العلمي الثالث، بعنوان: (التعريب بين القدامى والمحدثين)، وذلك يوم الاثنين 28/ 2/ 1440هــ.

    قدّم اللقاءَ الأستاذُ الدكتورُ، عبد العزيز صافي الجيل، أستاذ النحو والصرف بالقسم، وترأّس الجلسة الدكتور، حمود النقاء، الذي افتتح اللقاءَ بمقدمة وجيزة، عرّف فيها الموضوع، وبيّن محاوره وفقراته.

    بعد ذلك، تحدث الأستاذ المتحدث، بدءا بتعريف مصطلح (التعريب)، لغةً واصطلاحا، متطرّقا إلى اختلاف القدامى والمحدثين في تحديد مدلول كلمة (التعريب).

    أشار سعادة الدكتور إلى أنّ اختلاف القدامى والمحدثين في مفهوم (التعريب)، أدّى إلى اخلاف آخر، واسع النطاق، ألا وهو، هل في القرآن كلمات غير عربية؟ أو بمعنى آخر، هل في القرآن ألفاظ معرّبة؟

   وإجابة عن هذا السؤال، ذكر الدكتور أنّ للعلماء ثلاثةَ اتجاهات في هذه القضية؛ حيث ذهب ثُلة من العلماء أن القرآن كله عربي، وليس فيه ألفاظ معرّبة، وحُجّتهم أن الله أخبر في آيات كثيرة، أنه أنزله بلسان عربي مبين، وفريقٌ ثانٍ، يرون أنّ في القرآن ألفاظا معرّبةً؛ لأنّ اللغاتِ من شأنها أن تتداخل، ويأخذ بعضُها من بعض، بسبب المجاورة، والعربية كغيرها من اللغات، لم تشذّ عن هذه السنة، أما الفريق الثالث، فقد وقفوا وسط الفريقين، وقالوا بوجود ألفاظ في القرآن، هي في الأصل أعجمية، دخلت اللغة العربية، وخضعت لقوانينها التصريفية، فلما نزل القرآن، استعمل بعضَ هذه الألفاظ، التي عرّبها العرب قبل نزول القرآن، فهي عربية بعد تعريبها، وأعجمية من حيث الأصل.

    عقب ذلك، تحدث الدكتور عن ضوابط التعريب، والأمارات التي يتبين من خلالها المعرب من غير المعرب، كمخالفة الوزن العربي، وخُلوّ الكلمة الرباعية أو الخماسية من أحرف الذلاقة، أو النقل عن طريق أحد العلماء، أو أن تجتمع في الكلمة الصاد والجيم.. وغير ذلك من العلامات التي ذكرتها كتبُ اللغة.

     وفي الختام، تلقّى الأستاذ المتحدث مداخلات السادة الأساتذة، وأجاب عن تساؤلاتهم حول التعريب بين القدامى والمحدثين.

انتهى..

16/11/2018
09:43 AM