اللقاءُ العلميُّ الأوَّلُ للقسم للعام الجامعي (1441-1442ه)
أقام قسم اللغة العربية وآدابها ممثلا بمسار
البحث في الدراسات اللغوية لقاءَهُ العلميَّ الأوَّلَ بعنوان: (نظرات فيما شاع من
أغلاط عن النحو الكوفي)، وذلك يوم الثلاثاء 25/01/1441ه.
قدَّم المحاضرة أستاذان من أساتذة القسم، هما
الأستاذ الدكتور عبد العزيز البجادي، والدكتور علي الحامد، بإدارة الدكتور طارق
الغفيلي، الذي فتح الجلسة بتقدمة وجيزة، عرَّف فيها موضوع المحاضرة، وبيَّن محاوره.
عقب
ذلك، تحدَّث المحاضر الأوَّل؛ سعادة الأستاذ عبد العزيز البجادي، عن الأصول
النحوية لمدرسة الكوفة، ذاهبا إلى أنَّ أصول الكوفيين والبصريين واحدة، وإنما
الاختلاف في الفروع ليس إلا؛ لأن الموصوف -وهو اللسان العربي- لا يتعدد بتعدد
الواصفين، فالعربية التي وصفتْها كلتا الطائفتين واحدة.
هذا،
وقد ذكر سعادة الأستاذ جملة من الأدلة على دعواه، أثبت من خلالها أنه لا يوجد فرق
بين المدرستين في الأصول والمنهج، والدليل على ذلك على سبيل المثال؛ أنَّ نحو
الأخفش، وهو بصري، ونحو الكسائي، وهو كوفي، متسقان إلى حدٍّ بعيد.
وأخيرا
أدْحضَ سعادتُه جملة من الأوهام حول مدرسة الكوفة، وردَّ على العديد من الأخطاء
الشائعة التي نُسجتْ خيوطُها إزاء المذهبين، منها؛ دعوى التفوق البصري في التشدد
في المسموع، وتعويلهم على الثقات، وأنهم لا يأخذون إلا ما اطَّرد وكثر، ويقابلها
دعوى تساهل الكوفيين في المسموع، وتعويلهم على غير الثقات، وأخذهم بما شذَّ وقلَّ.
أمّا
المتحدث الثاني، سعادة الدكتور، علي الحامد، فقد تناول في ورقته مصادرَ النحو
الكوفيِّ، ذاهبا إلى أنه لم يصل إلينا من مصادر الكوفيين في النحو خاصة إلا نزرٌ
يسيرٌ، ككتاب (الحروف) للمزني، مبيِّنا أنَّ ما وصل إلينا من نحوهم مأخوذ من كتب
البصريين وأعلامهم، لا من كتب الكوفيين أنفسهم، وأشار كذلك إلى أن معظم مؤلفات
أئمة الكوفة في النحو مفقودة، منبِّها على أنَّ ما وصل إلينا من كتبهم ليست
نحويةً، بل هي كتب لغوية وصرفية في أغلبها.
هذا،
وقد أبطل سعادته خطأ ذائعا في الأوساط العلمية، الذي وُسِم ب(النحو الكوفي
والتيسير)، حيث قام بدحض هذا التصوُّر، وردَّ على شبهات القائلين به.
وأخيرا،
ختم حديثَه بذكر مسائل ونماذج لِما نُسِبَ إلى الكوفيين غلطا، منها على سبيل
المثال لا الحصر؛ أنَّ الكوفيين يجيزون تقديم الفاعل على الفعل، وحسب رأي الدكتور،
فإن هذه الدعوى وغيرها لا يثبت أمام الإمعان والتدقيق فيما خلَّفه أئمة الكوفة أنفسهم.
وفي
الختام، أُتِيحَ للحاضرين من الأساتذة والأستاذات فرصة للتعليق والمداخلة، كما
أتيح لهم أخرى للسؤال والاستفسار حول (ما شاع من أغلاط عن النحو الكوفي).