كيف تؤثِّر الأحوال الجويَّة على فيروس "كوفيد- 19" التَّاجي؟
تشير الدِّراسات إلى أنَّ الحرارة والرُّطوبة عاملان رئيسان في تسريع انتشاره فيروس كوفيد-19، حيث يزداد خطر الإصابة في الشتاء إذ عادةً ما يمكث النَّاس لفتراتٍ طويلةٍ داخل منازلهم، في حيِّزٍ هوائيٍّ ضيِّقٍ، ممَّا يجعل تركيز الفيروس أعلى. وهنا تظهر أهميَة التَّهوية في تقليل تركيز الفيروس، إلَّا أنَّها تقلِّل رطوبة الهواء، فتبقى الفيروسات التي تخرج خلال العطاس في الهواء الجاف لفترةٍ أطول إذ يتبخَّر رذاذ العطاس بسرعة، بينما تسقط الفيروسات عند العطاس في الهواء الرَّطب نحو الأرض بسرعة. كما تكون أجسادنا أكثر عرضة للخطر في الهواء البارد بسبب عدم تزويد الأغشية المخاطية بالدَّم بشكلٍ جيِّدٍ ممَّا يقلِّل من قدرتها على الحماية.
أمَّا في فصل الصَّيف فيُسهم تواجد السُّكان خارج منازلهم في معظم الأوقات، وارتفاع درجات الحرارة، وزيادة التَّعرض للأشعة فوق البنفسجيَّة في التَّقليل من الإصابة بالفيروس، إذ تُهاجم درجات الحرارة المرتفعة الطَّبقة الدُّهنية للفيروس ويمكن أن تتلفه. كما تكسر الأشعَّة فوق البنفسجيَّة الحمض النووي للفيروس، ممَّا يجعل هذه الأشعَّة بمثابة معقِّمات للأسطح. ومع هذا فينبغي ترك مسافة مترٍ واحدٍ على الأقلِّ بين الأفراد للحدِّ من انتشار الفيروس.
تُسهم الحرارة المرتفعة والرُّطوبة العالية في التَّقليل من انتشار الفيروس، إلَّا أنَّهما لا توفِّران الحماية الكاملة. إذ قد تشهد المدن السَّاحليَّة السُّعوديَّة كجدَّة والدَّمام تراجعاً في أعداد الإصابات أكثر من غيرها من المدن السُّعوديَّة في الفترة القادمة.